لماذا الدبلوماسية المجتمعية؟

لماذا الدبلوماسية المجتمعية؟

مع تطور التكنولوجيا في يومنا الحاضر أصبح العالم كقرية صغيرة , وعلى الرغم من تكرار هذه الجملة كثيرا لكنه لا يوجد مايعبر عن المعنى المطلوب أكثر منها, وإن التطورات التي نعيشها وازدياد المشاكل الاجتماعية في نفس الوقت أدى إلى جمع الانسانية في نقطة واحدة.

حتى باختلاف المكان, المشاكل التي نعيشها اليوم أصبحت تخص البشرية على حد سواء, على سبيل المثال الحروب العرقية المذهبية والطائفية ,الجوع, جرائم بحق المرأة,  الهجرة والنزوح, المشاكل البيئية , البطالة والعشرات من المشاكل التي يمكن ذكرها أصبحت مشاكل مشتركة للبشرية.

وفي سبيل تجاوز هذه المشاكل اجتمع الناس في محاولة من أجل تطوير الحلول ومع كل هذه التطورات, يتسع مجال الدبلوماسية الآن, والجميع تقريبا من كافة مناحي الحياة, الذين يتمتعون بالإمكانات والذين يقومون بالبحوث يمارسون الدبلوماسية.

لذلك فالدبلوماسية التي كانت تمارس من قبل الدول القومية أصبحت في يومنا تمارس من قبل الشعوب, وفي هذا السياق إن المجال الذي تحتاج إليه البشرية لمناقشة المشاكل وإيجاد حلول, أي المكان الذي سيتطور فيه الحس الجماعي هي الدبلوماسية المجتمعية.

بصفتنا مركز الدبلوماسية المجتمعية في شمال وشرق سوريا, نرى أنه من المهم شرح تجربة ثورة الشعوب في روج آفا لجميع الشرائح الاجتماعية,  وتبادل أساليب حل المشاكل والأسس التي يتم النضال عليها.

ثورة روج افا ألهمت كافة الشرائح الاجتماعية التي تناضل من أجل الحرية ,المساواة والديمقراطية وخاصة في نضالها باسم الانسانية ضد إرهاب داعش الذي أصبح مصدرا لتشجيع الناس.

في الوقت الذي كان فيه إرهاب داعش يرهب العالم, قاتل الشعب,  صغارا ومسنين, نساء ورجال, بشجاعة كبيرة في روج آفا, وبالرغم من أن الثمن كان كبيرا كانت القوات المقاتلة هي الفائزة في نهاية المطاف.

لذلك نستطيع أن نقول أن هذه الروح النضالية استطاعت أن تترك أثرها في النضال العالمي من أجل الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين.

خصوصا أن روج افا في مكان مثل الشرق الأوسط, حيث الجميع في حالة حرب مع بعضهم البعض والبنادق تتحدث بدلا من الحوار, مشاركة المرأة في جميع مجالات العمل في شمال وشرق سوريا, من الخدمة العسكرية إلى الاقتصاد والصحافة والسياسة والثقافة والعيش المشترك الذي طورته الشعوب ونظام الرئاسة المشتركة, وإن إنشاء الكوميونات والجمعيات وإدارة نظام ديمقراطي تطورات مهمة جدا ويمكن القول أن ثورة روج آفا أشبه بزهرة تنبت في صحراء فوضى الشرق الأوسط.

وكواحد من المجالات التي تتطور فيها قدرة الناس على إنتاج حلول غير حكومية بقوتهم وعقولهم بشكل أكبر كنموذج، فإن تدفق خبرة شمال وشرق سوريا الى بحر الديمقراطية العالمية هو جوهر هذا العمل.

ولذلك، سيكون من المهم جدا أن نتبادل كل هذه التطورات مع الشعوب وأن نستمع إلى تجارب أخرى مع نقل تجربتنا الخاصة وأن نجتمع معا في قاسم مشترك.

واليوم ترتفع قيم الديمقراطية والحرية والمساواة وهي القيم الأساسية التي تجمع البشرية.

وفي هذه النقطة لاتكتفي روج افا بذلك بشكل نظري فقط إنما تمارسه على أرض الواقع أيضا, لذلك فإن مشاركة هذه التجربة مع الشعوب ليست فقط لروج آفا في الوقت نفسه ، إنما حل المشاكل التي تعاني منها مجتمعات أخرى ,و بالنسبة لنا نرى إن هذه المشاركة يجب أن تكون مسؤولية تاريخية.

وتجدر الاشارة الى أنه من الممكن تطبيق تجربة روج افا في أي مكان اخر ,كل مكان وفقا لواقعه يمكنه الاستفادة من تجربة روج افا بالابتعاد عن تقليد بعضهم البعض يمكن لأي مجتمع استنادا على ديناميكياته الاجتماعية المتغيرة تحقيق التنمية الابداعية الغنية

ونتيجة لذلك، فإن المشاكل التي نواجهها, والحقائق التي نتأثر بها, يمكن أن تحترق معا, ويمكن للحل ان يتطور بنفس الطريقة.

مركز الدبلوماسية المجتمعية-شمال وشرق سوريا