التغاضي والصمت الدولي على شمال وشرق سوريا
الاحداث التي تجري على مناطق شمال وشرق سوريا كارثية على كافة الأصعدة بالرغم من كل ما يجري نرى العالم بأسره صامتاً لا يحرك ساكناً.
ففي كل يوم يستيقظ الأهالي على أصوات الطائرات والقذائف و أصبحت الطائرات التركية المسيرة هاجساً يقض مضاجع المدنيين، والأطفال حيث لا يميز الطيران التركي بين المدني والعسكري. همها الوحيد زعزعة المنطقة بحجة و ذريعة مكافحة الارهاب، وحماية أمنها القومي. ففي السادس عشر من شهر أغسطس تعرضت كل من مدن عامودا الدرباسية الشهباء تل تمر وكوباني للهجمات وأسفر عنها استشهاد الكثيرين بما فيهم الاطفال, وبحسب الاحصائية في الآونة الأخيرة وقع أكثر من 3763هجوماً من قبل دولة الاحتلال التركي راح ضحيتها 22 شهيد و124جريح .
وهدف تركيا من كل هذا هي نسف المشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا وأن رأينا هذه الاعتداءات من منظور ثاني سنرى بأن الدول الكبرى الحليفة لتركيا، والتي تدّعي أنها ديمقراطية وتحمي الأقليات في العالم هي من تعطي تركيا الضوء الأخضر بطريقة غير معلنة لاجتياح المنطقة حتى أصبحت المنطقة وباقي المناطق السورية ساحة للمقايضات بين الدول فحلف الناتو من جهة والمتمثل بأمريكا وروسيا من طرف آخر أما الدول الاوربية لا نسمع منها سوى تصريحات وشعارات هشة لا طائل منها.
أن جميع مكونات شمال وشرق سوريا وبالرغم ما يحدث على أرضه وشعبه من انتهاكات وجرائم بحق الانسانية وهو الذي قاتل وقاوم عوضاً عن العالم كله وقضى على أخطر تنظيم عرفته الانسانية المتمثلة بـ داعش يبقى الآن وحيداً لا أحد يقف معه ويسانده وبالرغم من كل ذلك فأن مكوناتها من الصغير منهم حتى الكبير متمسك بأرضه وجاهز للدفاع عنها بأغلى ما يملك والأمثلة زاخرة على أراضي شمال وشرق سوريا بما قدمه شبابها من بطولات وتضحيات في سبيل أن يبقوا احراراً ضمن إدارتهم الذاتية التي جعلت من الديمقراطية والمساواة والعيش المشترك أساساً و أرضية للمنطقة.
ونحن نتحدث الآن عن الوضع الجاري في شمال وشرق سوريا ولا تزال الهجمات المستمرة فأننا نريد أن نوصل صوتنا إلى كل منظمة أو مؤسسة تُعنى بحقوق الإنسان على وقوفها معنا وتجعل من الدول الكبرى بالضغط على المحتل التركي بإيقاف هجماته الهمجية وإنشاء حظر جوي على مناطقنا لمنع المزيد من الكوارث الانسانية التي نتعرض لها.
نأمل من كل جهة راعية لحقوق الإنسان أن يقفوا معنا ويساندونا كي نتخلص من كل هذه التهديدات التي إن استمرت فأنها ستحول المنطقة إلى صراع و فناء.