كومونات الشيخ مقصود… تجسيد فعلي لنظرية الأمة الديمقراطية

كومونات الشيخ مقصود تجسيد فعلي لنظرية الأمة الديمقراطية

يتعرض كل من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب السورية منذ أعوام حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام السوري، ويستمر هذا الحصار المنافي لجميع مبادئ حقوق الإنسان حتى بعد تعرض المنطقة للزلزال المدمر وسقوط عدد من المباني واستشهاد العشرات من المدنيين وجرح العشرات، والمعاناة النفسية التي تعرض لها الأطفال وكبار السن.

والجدير بالذكر أن هذين الحيين تسكنه الغالبية الكردية مع وجود المكون العربي والأرمني والسرياني. وكانا مهمشين من قبل النظام السوري ومتروكين دون خدمات قبل بدء ثورة روجآفا، وفي عام 2013 قامت الفصائل المسلحة المتطرفة بالسيطرة على الحي ونتيجة مقاومة الأهالي تم تحرير الحي بعد أن تعرضت معظم الأبنية إما إلى دمار كامل أو تصدعات خطيرة جعلت منها غير قابلة للسكن الآمن. ومنذ ذلك الوقت والأهالي يديرون بلدياتهم وكوموناتهم ومؤسساتهم الخدمية والاقتصادية والحقوقية والثقافية بشكل ذاتي تحت سقف مجالس محلية منتخبة دون سيطرة الدولة السورية. وقد فرضت القوات العسكرية التابعة للنظام حصاراً خانقاً على الحيين.

بعد حدوث الزلزال المدمر في 6 شباط من العام الجاري، تم تشكيل خلية الأزمة من قبل أعضاء الكومونات، وتكاتفت جميع المكونات مع بعضها البعض لتقديم كل ما يلزم من مساعدات بحسب الامكانات المتوفرة. حيث تم نقل الناس إلى المدارس ودور العبادة، وتم بناء خيم لهم معتمدين بذلك على أنفسهم، وتقاسم أغراضهم المنزلية مع المتضررين من أبناء حيهم.

وما ساء بشكل أكبر استمرار الحصار المفروض من قبل النظام السوري على المنطقة والذي أدى إلى انعدام الموارد الأساسية كالأدوية الطبية والمحروقات وحليب الأطفال وجعلت من المنطقة تحت وطأة حالة مزرية وقاسية.

نحن كمركز دبلوماسية مجتمعية في شمال وشرق سوريا نوجه نداء عاجلاً إلى جميع الدول والمنظمات الانسانية الراعية لحقوق الإنسان والطفولة. لأخذ هاتين المنطقتين بعين الاعتبار وجعلها من ضمن المناطق التي يتم دعمها.