تعريف
البلديات في شمال وشرق سوريا هي إدارات خدمية محلية منتخبة، تعتمد نظاماً بديلاً مؤسساً على اللامركزية الإدارية وشبه الاستقلال الذاتي. وتستند على نموذج الإدارات المحلية الكومونالية الديمقراطية المرتكزة إلى الرؤية البيئية الاقتصادية المؤمنة بحرية المرأة. تقوم بتنظيم وتوفير الخدمات اعتماداً على القوة المنظمة والديمقراطية للمجموعات والشرائح الاجتماعية. تنظّم أنشطتها وفق الرؤية والأهداف المجتمعية البيئية والديمقراطية التشاركية المباشرة. تكون على تعاون وتعاضد مع المجالس المحلية للمدن والنواحي والبلدات وتقوم بجميع فعالياتها الخدمية بالتنسيق مع الكومونات، حيث تعتبر الكومونات هي المصدر الأساسي لإرادة الشعب وتكون آلية اتخاذ القرار فيها من الأسفل إلى الأعلى.
أبرز الأحداث التي مرت بها البلديات
◁ بدأت انطلاقة تأسيس البلديات في شمال وشرق سوريا من مدينة القامشلي بدايات عام 2012، وذلك بعد انسحاب القوات الأمنية التابعة للنظام السوري، أصبحت جميع المؤسسات الخدمية تعمل بمبادرة الشعب في المنطقة. حيث تأسست دور الشعب (Malên Gel) وقامت بدورها بتأمين الاحتياجات الخدمية الضرورية للأهالي، ومن ثم تم تأسيس أول بلدية في مدينة القامشلي باسم “بلدية الشعب” بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2012. ثم تلاها تأسيس بلدية عامودا ثم ديريك، وبعدها تأسست بلديات الشعب في المناطق الثلاث (الجزيرة، كوباني، عفرين) وبعد تحرير المناطق الشرقية من إرهاب داعش تم تأسيس بلديات الشعب في كل من مدية الرقة، الطبقة، منبج ودير الزور.
◁ انعقد الكونفرانس التأسيسي للبلديات في أيار 2013، وذلك بحضور ممثلي كافة البلديات والمؤسسات المدنية بالإضافة إلى ممثلين من العديد من الأحزاب السياسية، حيث نتج الكونفرانس عن إنشاء نظام داخلي موحد لجميع البلديات، واتخاذ العديد من القرارات التي من شأنها تطوير البلديات البديلة، أهم تلك القرارات:
◁ تمت مصادقة قانون البلديات من قبل المجلس التشريعي للإدارة الذاتية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، وأُجريت انتخابات بلديات الشعب لأول مرة في شمال وشرق سوريا في أذار 2015، حيث انتُخب لكل بلدية رئيسين مشتركين وأعضاء المجلس البلدي وفق انتخابات ديمقراطية مباشرة. وعام 2016 عُقد الكونفرانس النسائي الأول للبلديات وبعدها عُقد الكونفرانس العام الأول تموز 2016.
◁ عقد الكونفرانس الثاني للبلديات في شمال وشرق سوريا في تشرين الأول 2022 بمشاركة من ممثلين من كافة البلديات، وتم إقرار تنظيم البلديات تحت سقف “اتحاد البلديات” وهو سقف جامع يقوم بدور التوجيه والتنسيق بين كافة البلديات ويضمن استقلالية قرارها واستنادها على إرادة الكومونات المحلية.
هيكلية البلديات
في الوقت الحالي تنظَّم البلديات تحت سقف هيئة الإدارات المحلية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حيث تتبعها لجان البلديات في مجالس المقاطعات المحلية والتي بدورها تشرف على بلديات المدن والنواحي والبلدات، بالإضافة إلى عدة مديريات خدمية مثل: مديرية المياه، مديرية النقل، شعبة النظافة، شعبة الحدائق، المكتب الفني، مكتب علاقات الشعب، مكتب المرأة، دار رعاية الطفولة.. وغيرها من اللجان والمكاتب.
تتوزع في جغرافية شمال وشرق سوريا 132 بلدية وهي على الشكل التالي:
57 بلدية في إقليم الجزيرة، 14 بلدية في إقليم الفرات، 16 بلدية في الرقة، 19 بلدية في دير الزور، 6 بلديات في منبج، 9 بلديات في الطبقة، 6 بلديات في الشهباء. ويبلغ العدد الإجمالي للعاملين في بلديات شمال وشرق سوريا 11490 عامل وعاملة (إحصائية 2023)
تطور في مستوى الخدمات
على الرغم من ويلات الأزمة والحروب المستمرة التي تعيشها المنطقة، وتخريب البنية التحتية من قبل الجماعات الإرهابية ونتيجة هجمات الدولة التركية التي تستهدف المراكز الحيوية، فقد تم خلال سنوات ثورة روجآفا تنفيذ الكثير من المشاريع الاستراتيجية الهامة لإحياء البنية التحتية للمنطقة. ومن هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر:
دور المرأة في بلديات شمال وشرق سوريا
بحسب العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية اعتُمد تمثيل المرأة والرجل جنباً إلى جنب كأولوية رئيسية في البلديات، وفي هذا السياق؛ تم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة وبالإضافة إلى الرؤساء المشتركين للبلديات فقد اعتُمد هذا النظام في المجالس وجميع الأقسام الأخرى في البلديات. كما تم أيضاً تنفيذ أعمال مستقلة خاصة بتنظيم المرأة في البلديات.
نُظّمت جميع الأنشطة النسائية بشكل مستقل في البلديات. وكان الهدف من هذه الأنشطة إحياء أيديولوجية حرية المرأة، وفهم هذا التصور من قبل جميع شرائح المجتمع وتنفيذ الأعمال في هذا السياق وبناء الحياة المشتركة. وقد تم خلال سنوات الثورة العمل على إحياء عقلية حرية المرأة في عمل البلديات مثلها مثل الميادين الاجتماعية والعسكرية والسياسية، وفي ضوء ذلك انخرطت المرأة في العمل بالمجالس واللجان وفي العديد من الميادين وتلقت وقدمت العديد من الدورات التدريبية واتخذت خطوات ملموسة التأثير على المجتمع.
مكاتب المرأة في البلديات ليست مسؤولة عن إدارة العاملات النساء في البلديات فحسب، بل إنهن مسؤولات أيضاً عن تطوير المشاريع المتعلقة بالمرأة والطفل في المدن والأحياء والبلدات والقرى، ويتم تخصيص 10% من ميزانية البلديات لمشاريع المرأة، ويكون التوجه العام لتلك المشاريع نحو مفاهيم جديدة كالاقتصاد المجتمعي والمشاريع صديقة البيئة التي تلبي الاحتياجات الفعلية للنساء في المجتمع. ومن أهم المشاريع التي قامت بها النساء في البلديات:
العلاقات الدبلوماسية في البلديات
خلال السنوات الماضية، تم توقيع العديد من اتفاقيات الصداقة بين بلديات شمال وشرق سوريا وبلديات العالم، كما تم بناء علاقات تعاون ومع العديد من المؤسسات الخارجية وتبادل الوفود وتنفيذ المشاريع المختلفة ومن أهم تلك العلاقات:
الموقع الرسمي لبلديات إقليم الجزيرة: https://saredariyenrojava.com/