جلسة حوارية حول الدبلوماسية المجتمعية: جذورها، أهدافها وأساليبها

بدعوة من الأكاديمية الدبلوماسية في شمال وشرق سوريا وبالتعاون مع مركز الدبلوماسية المجتمعية أقيمت جلسة حوارية في مقر مركز الدراسات والاستشارة الدبلوماسية بحضور العشرات من أعضاء منصة الدبلوماسية المجتمعية في شمال وشرق سوريا و المؤسسات والاتحادات والنقابات المهنية المنضوية تحت مظلة حركة المجتمع الديمقراطي، بالإضافة إلى ممثلي عن مجلس سوريا الديمقراطي “مسد” والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

حيث افتتح الجلسة آلان رشو عضو الأكاديمية الدبلوماسية قائلاً أن الدبلوماسية ليست وليدة اليوم بل هي نتاج تاريخ طويل من التطور من قبل الحضارة السومرية منذ العصر النيوليتي إلى الوقت الراهن وتخللها اتفاقيات ومعاهدات مهمة عبر التاريخ. حيث أن الدبلوماسية أصبحت حكراً على الامبراطوريات وقوى الهيمنة العالمية والدول القومية التي مارست جميع أنواع الاضطهاد على المجتمعات، والدبلوماسية الرسمية أصبحت أداة بيد القوى السلطوية للبدء بحروب مستمرة.

وكما أشار “عبد الوهاب بيران” عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في اتحاد مثقفي روجافا “HRRK” بأن الدبلوماسية ليست مقتصرة على الدولة فقط بل على العكس فإن الدولة تمارس الدبلوماسية وفق مصالحها بعيدة عن مصلحة الشعب والمجتمع ولكي يستفاد المجتمع والشعب من هذه الدبلوماسية عليه إقامة علاقاته بنفسه من خلال المؤسسات والاتحادات والنقابات المهنية.

وكما أكدت” نورشان حسين” الناطقة باسم مركز الدبلوماسية المجتمعية على دور الدبلوماسية المجتمعية بالرغم من التأخر بإنشاء مركز لها في شمال وشرق سوريا وبالرغم من التحديات والعقبات إلا أنها حققت خطوات إيجابية نحو إنشاء علاقات مع المؤسسات والاتحادات عالمية بما يتماشى مع براديغما الحداثة الديمقراطية لحل المشكلات في الشرق الأوسط والعالم. وتطرقت إلى الأهداف الأساسية التي تعمل الدبلوماسية المجتمعية على تحقيقها وأهم الأساليب في ممارستها على الكافة الأصعدة الثقافية والاقتصادية والأكاديمية والمجتمعية.

نوهت حسين على أن مركز الدبلوماسية المجتمعية تعمل على ضم كافة المؤسسات المجتمعية والاتحادات والمنظمات والنقابات بالإضافة إلى الجامعات والبلديات تحت منصة واحدة وتقديم المشاريع وتطوير العلاقات بين المؤسسات الداخلية فيما بينها وإقامة علاقات صداقة دائمة بينها وبين المؤسسات والحركات العالمية والأممية.

وأكد “كرديار دريعي” عضو مركز روجافا للدراسات الاستراتيجية قائلاً أن الدبلوماسية ليست حكراً على الدول وإنما الدبلوماسية الصحيحة في هذا العصر هي الدبلوماسية المجتمعية والتي تكون اللبنة الأساسية في تنظيم المؤسسات وإقامة علاقات فيما بينها ومن هنا نستنتج أننا إذا لم نقم بتنظيم الداخل بشكل جيد من خلال إقامات العلاقات بين المؤسسات والاتحادات والنقابات لا يمكننا ممارسة الدبلوماسية في الخارج عن طريق التمثيل الدبلوماسي.

كما تحدث ممثلون عن الهلال الأحمر الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي “TEV-DEM” والمؤسسات الأخرى.

والجدير بالذكر أن أكاديمية الدبلوماسية سوف تستمر بعقد هذه الجلسات بشكل دوري للنقاش حول آخر التطورات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية التي تطرح للنقاش على الطاولات في المواضيع التي تهم الشرق الأوسط والعالم.