النسيج العالمي للبدائل-GTA: تجمع للحركات من جميع أنحاء العالم

عقد ممثلو 22 دولة من حول العالم، وهم الأعضاء والداعمون الرئيسيون للنسيج العالمي للبدائل (GTA) اجتماعهم الفعلي الأول في كينيا لتبادل وجهات النظر وخبراتهم ومناقشة أزمة الأنظمة المركزية.

بدأ الاجتماع، الذي استضافته منظمة “جمعية التعليم البديل والتحول- SALT”، في “Bantu Mountain Lodge” بالقرب من بلدة نانيوكي في سفوح جبال كينيا في الفترة من 8 إلى 14 أغسطس. وتضمنت العديد من الأنشطة وورش العمل والمناقشات الحرة إلى جانب جولة في المنطقة والتي استمرت لمدة ستة أيام. وتبادل المشاركون من مختلف البلدان والمناطق الجغرافية تجاربهم وخبراتهم.
عقد النسيج العالمي للبدائل GTA حتى الآن 11 اجتماعًا عبر الإنترنت وعقد أول اجتماع فعلي له في الفترة من 8 إلى 14 أغسطس بحضور أكثر من 60 شخصًا. وكان معظم المشاركين من دول جنوب العالم مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا وجنوب آسيا والهند، وكذلك من الشرق الأوسط وكردستان (شمال وشرق سوريا).
وقال المتحدث باسم منظمة فيكالب سانجام الهندية، أشيش كوثاري، إن هذا التجمع من جميع أنحاء العالم له أهمية تاريخية، لأن كل مجتمع يواجه أزمات مختلفة، لكنهم في نفس الوقت جميعهم معًا، يواجهون أزمات مشتركة. وتابع كوثاري في كلمته في افتتاح اللقاء ما يلي: “إن المشاكل التي جلبتها الرأسمالية لا تعد ولا تحصى، ونحن بحاجة إلى التضامن والدعم المتبادل لرفع مستوى المقاومة والنضال وإيجاد البدائل الفعالة. قد نختلف كثيرا عن بعضنا البعض، ولكن هذا يزيد من ثراء القيم، التي نؤمن بها جميعا”. “تنوع الثقافات واللغات والمجتمعات. نحن جميعا نؤمن بأننا جزء من الطبيعة وعلينا أن نحمي الطبيعة والحياة، ولهذا السبب اجتمعنا وندعم بعضنا البعض”.

وذكر رئيس منظمة SALT “سيمون ميتامبو” التي استضافت منظمته الاجتماع، أنهم يريدون العمل مع المجتمعات المحلية لتعزيزها وبناء استقلاليتها، واتخاذ قراراتها الخاصة، كنموذج من القاعدة إلى القمة، وشدد ميتامبو على أن منظمتهم تعمل مع أنظمة المعرفة الأصلية والإقليمية، وتطوير أنشطة لإحياء الثقافات المختلفة وثقافات السكان الأصليين.

لقد أنشأ اجتماع الحركات من جميع أنحاء العالم في مجتمع GTA إطارًا لبناء التضامن والوئام وتبادل الخبرات والتعلم وتعزيز العلاقات بين الحركات والأشخاص الذين يؤمنون بالحياة خارج الأنظمة المركزية.
يتكون النسيج العالمي للبدائل-GTA، الذي تم إنشاؤه في عام 2019، من أربعة أعضاء في الشبكة و76 مؤيدًا و67 فردًا مستقلاً، الذين يمثلون جميعًا منظمات وحركات وأكاديميات ومؤسسات بديلة في مناطقهم وحول العالم، بما في ذلك أكاديمية جنولوجي وأكاديمية الحداثة الديمقراطية ومركز الدبلوماسية المجتمعية في روج آفا/NES .

وهي مبادرة أو عملية تحت مظلة أربع منظمات (فيكالب سانجام من الهند، وكريانزا موتوا من كولومبيا، وكريانزا موتوا من المكسيك، وMASA من دول جنوب آسيا). ويركز الموضوع على الزراعة والطاقة والإدارة الذاتية والسيادة الغذائية والموارد والمعرفة والمعلومات بنموذج جديد لإعادة بناء العلاقة بين الإنسان والطبيعة، الإنسان والمجتمع على أساس الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
تنتقد GTA بشكل جذري الرأسمالية، والفردية، والعنصرية، والاستعمار، والدولة القومية، وهيمنة الدولة، والعقلية البشرية. ومن ناحية أخرى، فهو يقدم المبادرات المحلية والإقليمية والعالمية لبعضها البعض، من أجل التعلم من بعضنا البعض وتطوير الأنشطة المشتركة، وإذا لزم الأمر، انتقاد وتصحيح بعضنا البعض بشكل بناء، ويكون مكانًا للإلهام لتعزيز المبادرات القائمة وغيرهم من الناس. تشجيع تشكيل مبادراتهم الخاصة لمواصلة النضال ضد الفكر المركزي.

وفي اللقاء أكد ممثلو أكاديمية الجنولوجي على الحاجة إلى علوم المرأة كنقد جذري للعلوم الاجتماعية وعرضوا وجهات نظرهم حول التاريخ وأزمات النظام والأزمات الاجتماعية والسياسية وكيفية تطوير أرضية ثورة المرأة الثانية والقرى والزراعة. وقد تم تقديم الموضوع من قبل أعضاء أكاديمية جنولوجي، زهيدة معمو ونجيبة قرداغي. كما اهتموا بوجهة النظر الجنولوجية حول الأسباب الجوهرية لأزمة النظام ونضال حركة حرية المرأة الكوردستانية من أجل بناء حياة حرة على أساس مفهوم الأمة الديمقراطية والتعايش الحر. لقد جذب مفهوم قتل الرجولة والتعايش الحر انتباه المشاركين وطلب العديد من المشاركين من أكاديمية الجنولوجي القدوم إلى بلدانهم وعقد اجتماعات وحلقات نقاش خاصة حول الجنولوجي.

وفي الاجتماع نفسه قدمت الناطقة باسم مركز الدبلوماسية المجتمعية في شمال وشرق سوريا نورشان حسين ندوة حول ثورة روج آفا ولفتت النظر إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي تأسست من المجتمع، ومن طبيعة المجتمع الذي يقوم على أساس الديمقراطية المباشرة والجذرية والبيئة وحرية المرأة.
وفي الوقت نفسه لفتت نورشان حسين إلى هجمات وتهديدات الدولة التركية والحصار الذي تعيشه شمال وشرق سوريا، وأشارت إلى أهمية تضامن ودعم المجتمعات والحركات والإدارات الذاتية في العالم.
وتحدثت نورشان حسين عن أهمية بناء الكومينات والبلديات والمجالس المحلية وكذلك المؤسسات النسائية المستقلة ومستوى نظام الدفاع عن النفس للمرأة وتغيير وعي المجتمع من خلال تغيير القوانين المتعلقة بحقوق المرأة والأسرة مما يخلق التحول التاريخي في المجتمع.

كما تحدث ممثل أكاديمية الحداثة الديمقراطية عن الكونفدرالية الديمقراطية والبحث عن بديل قوي خارج النظام المركزي وهي تجربة حركة حرية كردستان على مدى 50 عاماً، وقال إن مخترع هذه الفلسفة والنموذج هو قائد الحرية عبد الله أوجلان. وبعد الاجتماع، عمل أعضاء GTA مع الديناميكيات الإقليمية والمحلية في شبكة واسعة للتعلم من بعضهم البعض وتبادل المعرفة والخبرات.
وبعد أربعة أيام من الاجتماعات حول هذه القضايا، ناقش المشاركون التنظيم وعملية GTA ومشاريعها وأنشطتها المستقبلية.
وفي اليوم الأخير من الاجتماع تم إنشاء مجلس نسائي بناء على اقتراح أكاديمية جنولوجي وتمت مناقشة ضرورة تنظيم النساء لأنفسهن معًا وسيجتمعن وجهًا لوجه ويحددن جدول أعمالهن.
وبعد أربعة أيام من الاجتماع، زار المشاركون العديد من المجتمعات المحلية، مثل قبائل تاراكا ونغوايز، وتعلموا بشكل مباشر كيف يعتمدون على مواردهم وأساليبهم الخاصة ويحافظون على ثقافتهم وتقاليدهم. وقد تم الترحيب بالوفد باحتفالات وتقاليد خاصة بهذه المجتمعات والقبائل.

ومن ناحية أخرى، قاموا بالنيابة عن أكاديمية جنولوجي وقرية جينوار نجيب قرداغي وبحضور بعض أعضاء GTA بزيارة قرية أوموجا في منطقة “سامبورو” بكينيا. وعبر مواطنو القرية وعددهم نحو 45 امرأة وطفلا عن سعادتهم. وقدم وفد أكاديمية جنولوجي وقرية جينوار بعض الهدايا الرمزية للقرية.
تم بناء قرية أوموجا وإدارتها بالكامل من قبل النساء لمدة 32 عامًا. النساء اللاتي تعرضن للعنف والذين هم خارج النظام، يبحثون عن حياة بديلة ويريدون العيش بقوتهم، سوف ينظمون ويديرون أنفسهم في تلك القرية.